57- بداية فوضى العاصمة,

في مكان ما في غرفة مظلمة, فتح شخص ما عينيه أخيرا, لقد شعر بنعاس حقا , أراد التحرك لكنه وجد أن يديه مقيدتين مع الحائط ,حاول المقاومة بكل قوته لكنه لم يستطع التحرر ,

عندها انفتحت الباب , ودخل رجل كبير في العمر , مع لحية بيضاء واضحة , ولباس عسكري أنيق, وخلفه كان هناك مجموعة من العلماء الذين ينظرون بفضول داخل الزنزانة ,وجنود يمنعونهم,

" من أنتم ؟" تحدت الشخص المحتجز بأصفاد, وهو ينظر ببرود نحو الشخص العجوز,

عندها نظر الرجل العجوز خلفه , وأمر الجنود بإغلاق الباب, بعد التأكد من إغلاق الباب , بدأ الحديث" اسمي الجنرال مراد , لقد تم تكليفي , بإتباعك والتأكد من قيامك بعملك الصحيح سيد أمين , " كانت صوته عميقا وقمعيا, لكن ما يهم هو أن الشخص المحتجز في الزنزانة ليس سوى أخ أيوب , أمين ,

تفاجئ أمين بسماع اسم الجنرال, لأنه بعد الكارثة أصبح الجنرال , لقبا يطلق , علي كل من وصل لمستوى [B] علي الأقل , وعرف أنه تم إمساكه بمجموعة كبيرة لديها القوة والنفوذ للوصل إليه وهو وسط العاصمة ,

" أمسكتموني من أجل الاختراع أليس كذالك ؟," سأل أمين بنبرة تأكيدية لقد شعر حقا , بالصداع مما جري , الآن , لقد وعدته شركته أن أمانه سيكون مضمونا , حتى أنهم قام بوضع جانيت التي هي مستوي [C] لحراسته , لكن لم يعتقد أبدا , أنها عميل مزدوج بين الشركة والمنظمة التي أمسكته ,

" جوابك صحيح سيد أمين , نحن نرغب في امتلاك التقنية التي اخترعتها لكن ليس بالمعني الدقيق للكلمة ," قال الجنرال مراد , بشكل عميق ,لكن صوته كان مليئا بالاحترام ,

"....." صمت أمين لفترة طويلة نسبيا,

"أنتم الاتحاد أليس كذالك.؟"سأل أمين بنبرة شبه متأكدة,لقد فكر في الآمر كثير وهذا ما وصل إليه ,

تفاجئ الجنرال مراد , بسؤله , ورد عليه بسؤل أخر ," لماذا تعتقد ذالك ؟"

نظر أمين إليه بشكل عميق , تم أخد نفسا عميقا , وبدأ يتحدث, "لأنه لديكم من الدافع , والقدرة علي القيام بما قمتم به الآن, "

تفاجئ الجنرال مراد , وسأل بنبرة متشككة , " هذا وحده ليس كافيا, لتأكيد,ألا تعتقد ذالك", لكن لهجته تأكد أن تخمين أمين صحيح, لأنه ليس هناك داعي لإخفاء الحقيقة,

رد أمين عليه بسرعة ولكن بحزم , " نعم ليس كافيا , ولكن إذا أضفنا , الأزمة التي تعاني منها القارة الوسطي, وكوني طرفا في شركة أجنبية , فهذا سيزيد من احتمال أنكم أنتم من فعلتموها ,"

ظهر بريق من الدهشة في عيون الجنرال مراد , لأنه حقيقي, لو كانت الشركة هي شركة أصلية لهذا القارة , لكان قادرين لضغط عليها , دون قيود , لكن بما أنها شركة أجنبية فيصبحون العدو العام لجميع القارات الأربع لو لمسوها ,

عندها تحدث الجنرال, " كما هو متوقع من عبقري .نعم نحن الاتحاد العربي," كان صوته يحتوي علي القليل من المديح , لكي تكون قادرا علي التفكير في السجن , وأنت مقيد بأصفاد معدنية , يجب أن يكون الشخص غير طبيعيا حقا, خصوصا وأنه حتى بعض أكثر الجنود خبرة لن يستطع القيام بما فعله ,

" هناك شيء يحيرني؟" قال أمين بطريقة بطيئة ,

" تحدث", رد الجنرال مراد ببطء ,

" بما أني عرفت ذالك , فيجب أن يعرفه الآخرون ذالك أيضا , وبمجرد معرفتهم ألن تكون القارة الوسطي في موقف حرج " سأل أمين السؤال الذي يبدو غير منطقي بالنسبة له ,

"ههههههه " ضحك الجنرال مراد بشكل كبير كأنه سمع أطرف شيء في العالم ,

نظر إلي أمين بعد موجة الضحك وبتسم ابتسامة واسعة ," هناك قول معروف , لا عقوبة بدون أذلة ,حتى لو كنا المشتبه به الوحيد , لن يستطيع فعل شيء هههه القوانين تكون مخادعة أحينا ,"

غرق وجه أمين , بسبب مقولة الجنرال مراد , من خلال قوله يمكن الوصول أنهم أخف كل الأدلة , التي يمكن أن تأذي لهذا المكان ,

" أليس هذا قرار متسرعا , قليلا أعني حياة القارة الوسطي , وموتها معتمد علي أنكم أزلتم كل الأذلة , نحن في عصر جديد , ألا تعتقد أنه يوجد قدرات صوفية لكشف الأذلة,أخبرني الحقيقة لماذا اختطفتموني فعلا,لا أعتقد أنكم فعلتم كل ذالك من أجل شيء ليس مفيدا جدا كجهاز لتوليد الطاقة " قال أمين كل ما عنده من أفكار,

"........." صمت الجنرال ,عند سماع , كلام أمين ,

بعد صمت طويل , تنهد الجنرال مراد , وقال, " لم نكن نخطط في البداية لاختطافك , لقد قررنا فقط مراقبتك , ومحاولة سرقة المخططات التي تملكها , وقد تمكنا من ذالك فعلا ,لكن لم نستطع صنع ولا جهاز واحد , كنا نخطط لتقرب منك ببطء , ولكن مجرد , المؤتمر الذي قمت به, تغير كل شيء وأصبح من الضروري اختطافك بأي تمن , "

"لماذا؟" لم يستطع أمين ما هو علاقة المؤتمر باختطافه ,

" لأنك قلت أنه يمكن استخدام الكريستال , كوقود لأسلحة حرب ," رد الجنرال مراد بسرعة ,

"......" عم صمت مخيف الغرفة ,

" أنت تعرف أني لن أقوم بذالك أليس كذالك , " رد عليه أمين بحزم لن يصنع أسلحة لدمار,

عندها ظهرت ابتسامة علي وجه مراد ," لا بل ستفعل ," تم بمجرد انتهاء كلمته , فتحت الباب خلفه ,

عندها تجمد تعبير أمين الواثق , وأصبح وجهه قلقا وعصبيا,

"بني هل هذا أنت ؟ لم تمسك هذه الوحش بضرر أليس كذالك , أتركني" كانت أمه يمسكها جنديتان من كتفيها, ولكنها تحررت , ركضت لتطمئن علي أمين ,

" كما تري سيد أمين أمك معنا , لقد قمنا بالتحقيق جيدا في كل شيء يخصك , ونعرف أنك شخص مراعي من الداخل , لكن بارد من الخارج ," تحدث الجنرال مراد تم أشار إلي الأم " خذوها لغرفة المجاورة "

" حاضر سيدي " ردت الجنديتان بصوت واحد , تم امسكا بالآم وقادوها للغرفة , رغم مقاومة هذه الأخير , إلا أنها ليست بالقوة الكافية , لتحرر بمفردها , فالمرة السابقة كانت بإرادة الجنديتين لكي يمارس الضغط علي أمين ,

مجرد إغلاق الباب , تحدث أمين ,أخير," أين هو أخي ؟ بما أنكم أحضرتم أمي يجب أن تحظر أخي أيضا؟"

"......" صمت الجنرال مراد , مما جعل أمين يفترض الأسوأ

" لم تقتلوه أليس كذالك؟ "كان صوت أجش كان يتمالك نفسه حتى يسمع التأكيد,

".... أخوك أكثر مما تظهره العين,سنحاول إحضاره في أسرع وقت,",قال الجنرال مراد دالك , تم نظر إلي أمين الذي لم يفهم ما يقصده , لكنه تأكد أن أخوه مازال علي قيد الحياة.

" سأرحل الآن , فكر مليا في ما قلته لك في المرة القادمة , أريد أن أسمع ردا إيجابيا منك في الزيارة المقبلة , " قال الجنرال مراد ذالك و ستدار ليخرج, فتحت الباب , وأغلقت بمجرد خروجه , فتحت أقفال علي يدي أمين , وبقي وحده في الغرفة يفكر فيما يجب عليه فعله .

..

في المحطة المهجورة قرب المخرج الغربي للعاصمة ,

كان هناك شخصان في هذه المحطة المهجورة والتي لا يضيئها سوي , مصباح معطوب يشتغل ويتعطل أحينا ,

كان أحدهما جالسا , يقوم بتدخين سيجارة , بينما الأخر يتحرك يمينا و يسار,

" أين هو القائد أيوب بحق الجحيم , "سألت نسرين , وملامح الغضب علي وجهها,

استنشق فؤاد السيجارة بعمق ,تم تبعها بزفير عميق يحمل معه دخان أبيض, ونظر إليها بلا حول ولا قوة ," أشعر أنه يلعب أكثر من اللازم , هل حقا يريد , أن يصبح قائد منظمة للعالم السفلي في العاصمة , بمثل هذا المزاج المتقلب , " عندها تنهد فقط وأكمل تدخينه ,

" اللعنة , لقد كنت أحلم بأحلام سعيدة , حتى أيقظتني لأبقي في هذا المكان الخالي و المخيف , " غضبت نسرين ,

عندها , ضغط عليها , شخص في كتفها , شعرت بالرعب , تم استدارات فقط لتجد انه فؤاد ,

" اصمتي قليلا , صراخك سيجدب الناس إلي هنا , " , حذرها فؤاد, تم أبتعد

" لقد أفزعتني , لا تقم بها مجددا " قالت نسرين دالك , واستدرت لتجد مكان لتجلس فيه , ولكن شخص ما ضغط مجدد علي كتفها ,

" فؤاد قلت , لك أن لا تضغط علي كتفي , " ردت نسرين , بصوت غاضب ,

" لكني لم أفعل , " رد عليها فؤاد من بعيد , عندها شعرت نسرين بقشعريرة أسفل عمودها الفقري,

"إذا ..إذا ... لم تكن أنت .. فمن يكون خلفي ," قالت نسرين بنوع الخوف , والصدمة , وأدارت رأسها ببطء لتجد شخصا , يرتدي قناع مخيف خلفها ,

"اااااااههههعععع" صرخت نسرين , بصوت عال , مما جعل فؤاد يركض مسرعا لتحقق ,

بمجرد أن رأي الاثنين , خاف في البداية وكأن علي أهبة الاستعداد للعراك , لكنه هدأ بمجرد أن تكلم الشخص ,

"أنه أنا , " لقد كان أيوب من يرتدي القناع , نزعه بسرعة لإثبات نفسه ,

" لقد وقعت بعض المشاكل , والتي تطلبت مني ارتداء قناع, " فسر أيوب نفسه , ليس أنه لديه هواية غريبة لكي يخيف أتباعه في منتصف الليل ,في محطة مهجورة خارج العاصمة , لكن مجرد التفكير في الآمر , يجعله الامر يبدو كالمختل عقليا,

" أسف علي إخافتك ," , لم يكن حقا يريد إخافتها ,

"حــ..سنا " ردت نسرين بصوت ضعيف,

" إذا ما سبب مجيئنا , إلي هنا ," سأل فؤاد مباشرة , أنه حقا يريد الرجوع والنوم ,

عندها سلمهم , أيوب جرعتان لهما سائل أخضر اللون , " اشرب هذا أولا ,"

حمل اثنان السائل الأخضر الغريب ونضرا لبعضهما , "ما هو هذا " ؟.

لكن أيوب لم يهتم لشرح , وأخذ واحدة لنفسه , وشربها , كلها ,

بعد رؤية أيوب يشرب السائل , أخد الاثنان القليل من الشجاعة , وشرب السائل أيضا, تم أمتلئ وجههما بالمفاجئ

لقد شعر وكأنه استقض لتو من نوم عميق , عندها نظر الاثنان نحو أيوب بمفاجئة , لقد كانت الجرعات شيئا فاخرا , ونادر ما يستعمله أصحاب الرتب المنخفضة مثلهم ,

" بما أن الجميع يشعر بالتحسن , سآبد الحديث , لقد تم اختطاف عائلتي , وأنا أملك وسيلة للعثور عليهم , " نظر أيوب إليهم , تم تحرك بضع خطوات للأمام ,

" سأجدهم حتى لو تطلب الأمر قلب العاصمة رأسا علي عقب من أجل تحقيق ذالك ", بمجرد قول ذالك , انطفئ الضوء الذي كان ينير المكان وأشتعل مجددا , وكأنه أحس بغضب المدفون بداخل أيوب ,

__________________________________________

Ayoub

ما رأيكم بالصورة الجديدة , أنه تصور قريب قليلا للبرج في ذهني ,

إذا كانت هناك أخطاء يرجي الإشارة إليها ,

2021/08/28 · 291 مشاهدة · 1640 كلمة
نادي الروايات - 2024